الخيداع البصري

أمام الشاشة يتعين علينا أن نفتح أعيننا، أن نحلل المشاعر التي تحولنا، أن نفسرها في سبيل اكتشاف سبب ذلك التسامي الذي تحسه ذواتنا.

هذه الصور السحرية، كما في الحلم، تظهر وتختفي عن طريق التلاشيات والمزج.. الزمان والمكان يصبحان مرنين وقابلين للتكيف، الزمن يرتد ويمتد، ينكمش ويتمدد ساعة يشاء المرء.. لذلك فالسينما تقتضي منا، فقط، ذاكرة تكفي لربط هذه الصور.

الكاميرا هي عين المدهش.. حين ترى عين السينما، بشكل حقيقي، يشتعل العالم بأكمله.

السينما، إذن، تصوغ هذيانا واعيا، مستفيدة من التحام الحلم والوعي، هذا الالتحام الذي ترغب السريالية في أن تراه موظفا في الحقل الأدبي.

الفيلم يؤثر بشكل مباشر على المتفرج، إذ يقدم له شخصيات وأشياء مادية.. وفي سكون وعتمة الصالة، يبدأ الفيلم في عزلة عما يمكن تسميته بجوه النفسي المألوف.

الأفلام، وحدها، هي معهد السينما.

السينما قادرة على إثارة المتفرج ووضعه في حالة من النشوة أكثر من أي شكل آخر من أشكال التعبير الإنساني، لكنها أيضاً قادرة ـ أكثر من أي شكل آخر ـ على إفساده وتخديره.

أعتقد إن السينما صنعت في المقام الأول لكي تعبر عن شؤون العقل والوعي الباطني.

السينما لا توجد إذا لم تهتم بتأويل الأحلام أو ما يتصل بمملكة الأحلام في الحياة الواعية.

في قمرته الشاهقة يحرك مشغل آلة العرض كأسه البلورية والمعدنية مثل نادلٍ.. كمن يسكب كوكتيلا من الصور في اتجاه أعيننا التي قد لا تحدق بابتهاج دون أن تصاب بدوار.

يكفي أن تعكس عين الشاشة الفضية الضوء الخاص بها، على نحو لائق، لينفجر الكون.

ليس هناك فن، من الفنون التقليدية، يكشف عن ذلك التفاوت الهائل بين ما هو كامن وما هو منجز مثل السينما.

السينما سلاح رائع وخطير حين تستخدمه روح حرة.. إنها الأداة الأمثل للتعبير عن عالم الأحلام والمشاعر والغريزة

ننتظر جديدك

تقبل مروري

شكراااااااااااااااااااااا
لكم على الردود