من عروض المسرح العمالي السوري ... « اللحّاد» جدلية الموت والحياة
+2
YousseF
قناص الجزائر
6 مشترك
كاتب الموضوع
رسالة
زائر زائر
موضوع: من عروض المسرح العمالي السوري ... « اللحّاد» جدلية الموت والحياة الخميس 24 ديسمبر 2009 - 9:47
من ضمن عروض مهرجان المسرح العمالي المركزي كان عرض «اللحاد» من تأليف الكاتب عبد الفتاح قلعجي وإخراج محمود أحمد عوض،على صالة مسرح العمال بدمشق وقد قدمته فرقة محافظة درعا.
يتعمق العرض في جدلية أبدية هي جدلية الموت والحياة ويتنقل في مساحة واسعة من الفن الدرامي والبلورة لكثير من الأفكار والمضامين، فالصراع بين لحاد و«رسام» بين من يصنع اللمسات الأخيرة قبل الدفن وبين من يجسد الحياة بإبداعه والرغبة في الحياة،
أما المقبرة والتوابيت التي احتلت الفضاء المسرحي فقد جسدا الشرط المكاني الذي أتاح لحالات حياتية كثيرة أن تحضر، إذ يسرد لنا اللحاد قصصاً حياتية واسعة لأصحاب القبور بعد أن ساوت تلك المقبرة بينهم فيما اختلفت حيواتهم جميعاً، فمنهم من مات تخماً ومنهم من مات جوعاً ومنهم الصوفي والفاجر
وأحياناً تم التجسيد لحيوات بعضهم من خلال مشاهد مسارحية كالصوفي وخروج بعض الموتى من القبور وأحياناً يتم الاكتفاء برواية «اللحاد» عنهم وقد أخبرنا بمقولات وتناقضات وعظات يراها كالحقيقة الساطعة، كون الموت قد علمه إياها عندما تشابك مع الحياة، وخصوصاً أن المقبرة ضمت بين جوانحها الجميع لتكون الحالات التي سردها شاملة كشمولية الحياة وهي التي تهمنا في العرض ليحفز تساؤلات كثيرة قد تكون ذهنية وقد تكون فلسفية لكنها استنبطت معطياتها من الواقع المجسد أمامنا،
والواقع الحياتي وذاك اللحاد يفرش أمامنا حالات، وحالات اختلاف في المفاهيم والرؤيا والمواقف تجاه الموت كما هي تجاه الحياة وتتصاعد التناقضات إلى أن تصل إلى التناقض الذي أظهره اللحاد، فالجميع يرى الموت نهاية عدا ذاك اللحاد الذي يُسر له ويراه مورداً للرزق يتغنى بحضوره وجماليته ثم يتصارع مع الفنان الذي أتى إلى المقبرة يعتمدها كمرسم له ويعيد إنتاج تلك الإشكالية - العلاقة بين الموت والحياة من خلال لوحاته السوريالية ويبلور الصراع في فضاء مسرحي، فضاء قابع بين فضاء الموت والحياة،
فتتفاعل الحوارات والسجالات بينهما وكل منهما يدافع عن رؤيته وماهيته وفي النهاية يسجن اللحاد الفنان عبر مشهدية مسرحية فيها الكثير من الجماليات الفنية مستخدماً تابوتاً يلبسه لذاك الفنان الذي رأيناه من خلاله حتى بعد الدفن من خلال شيفون يتدلى من جميع الأطراف، فهل يقصد العرض أن الموت انتصر على الفن وانتصر على الحياة، أم أننا نستند إلى وعد اللحاد ومقولته بأنه سيوقظ الفنان قبل أن يوقظه الفجر؟ وفي المحصلة ستبقى تلك الجدلية قائمة وستبقى حصيلة الجهد الإنساني وإبداعه حقيقة. هكذا علمتنا الحياة.
الممثلون محمد عبد القادر/ فراس مقبل/ حمزة الزعبي/ محمود المسالمة/ خليل ملحم/ تصميم الرقصات / حمزة الزعبي.
قناص الجزائر نائب مدير
رقم العضوية : 2 عدد الرسائل : 3933 العمر : 38 نقاط : 8141 تاريخ التسجيل : 24/06/2008
موضوع: رد: من عروض المسرح العمالي السوري ... « اللحّاد» جدلية الموت والحياة الأحد 10 يناير 2010 - 3:23