أمي
أغدا ألقاك يا أمي..ومازال الحنين يزداد لدفئك وحنانك ليلة بعد ليلة...
والقلب يتدفق أسى ولوعة لرحيلك..والعين تسيل أدمعا وألما لفقدانك..
أمي
آه كم كان رحيلك مر العلقم لم أنسى ذلك اليوم الذي قبضت علي يدي الصغيرتين..وعيناك
تسبحان في بحر دمعك...وفاك يطلق عبارتك التي عهدت لذاكرتي بعدم نسيانها...
حينها فاضت بحور الخوف بداخلي في تلك
الليلة...لكنني شعرت منذ وداعك المفاجئ..أن تلك القبضة ما هي إلا قبضة وداع لا
لقاء بعده..
أمي
قد كان النجاح من حظي ومن حولي..إلا
أنني أفتقد وجودك كبدر يتلألأ وسط النجوم في ليلة حالكة...فأعزي نفسي بوجود طيفيك...ولكن ..هيهات وهيهات..فآمالي العظيمة تحتضر بعد سفرك ...وأمنيتي
الوحيدة وهي رجوعك تموت لحظة بعد لحظة..فأحلامي يا أمي تموت وتتحول إلى رماد ..يتطاير في مهب الريح...
أمي
صرخاتي أهاتي يسمعها الأصم الأبكم..فما بال الذي من حولي ...أناس لديهم كل
الحواس لكنهم يفتقدون لقلب ينبض إحساسا..يرون العبرة تكاد تنفجر أمامهم
لكنهم يتجاهلونها!!..فأين الذين يشعرون ألمكي وأحزانك...ومن هم الذين
يستشعرون مقدار الفقد والحرمان الذي ألم بك...
هؤلاء يا أمي...سيشعرون بكل تأكيد...ولكن ...حينما يسقطون في بوتقة الحرمان
والأسى واللوعة...ويفقدون مثلما فقدنا...حينها ستتكتم عبراتهم..وتتحجر
مدامعهم...وستصرخ نفوسهم...
لكن لماذا لا نتساوى في المأساة؟؟ فالكل فيها سواء...
أمي
قلتي لي ذات يوما...أن الكلمات الجميلة ليست صادقة...والكلمات الصادقة ليست
جميلة..
فكلمات العزاء كلمات صادقة لكنها كانت تبعث بداخلي كل معاني الألم والحزن..
ولكن أتساءل يا أمي..
لم كانت كلماتك الجميلة صادقة...وكلماتك الصادقة جميلة ؟!!
ومتى سأجدها بعدما فقدتها؟؟!!