ويعود سبب نجاح الأغنية إلى أدائها على طريقة شعبان عبد الرحيم وإلى نجاح الشاعر في اختيار كلماتها التي خص فيها بعض اللاعبين والفنانين المصريين وإعلاميي الفتنة و"التفرعين"، كما خص فيها مدحاً بسعدان وأشباله، فضلا عن اختيار اللهجة المصرية كي تتلقفها أسماعهم بسهولة ويفقهوا اللغة العربية التي علمونا إياها -حسب "صاحب لا حمص ولا فول"- الذي كان لنا معه الحوار الآتي:
يقترن اسم الطاهر سفير بالفكاهة، فجأة عرفناك مغنيا حقق شهرة كبيرة بأغنية "لا حمص ولا فول" ما هي الحكاية؟
أصل الحكاية أنني ككل الجزائريين تفاعلت مع حادثة الاعتداء على حافلة الفريق الوطني في مصر قبل مقابلة 14 نوفمبر الفائت، حيث تأثرت كثيرا لما حصل، فقررت كمناصر جزائري أن أعبر عن أحاسيسي بعمل فني، حيث اتصلت بالشاعر ياسين صاولي وعرضت عليه الفكر،ة فجاء رده سريعا من خلال كلمات معبرة ونقية من كل ما يسيء للآخر واتفقنا أن تكون الكلمات باللهجة المصرية حتى يفهمها المصريون بالدرجة الأولى وباقي الشعوب العربية، وقرننا أن يكون نشرها عبر اليوتوب لتصل بسرعة لأن الوقت كان ضيقا جدا.
هل نجحت الفكرة؟
نعم بالإضافة إلى اختيار اللهجة المصرية كلغة خطاب اخترنا لحنا يقترن باسم الفنان المصري شعبان عبد الرحيم لكونه سهل الآداء من جهة، وينطبق مع الكلمات من جهة ثانية. أما عن نجاح الأغنية فمرده إلى مضمونها الذي تلقفه كل الجمهور الجزائري لأنه كان بمثابة لسان حال كل الجزائريين، خصوصا ما تعلق بالرد على إعلاميي الفتنة كالغندور، مدحت شلبي وعمرو أديب وكذا الفنانتين فيفي عبدو وهيفاء وهبي.
بين ليلة وضحاها كتب الكلمات وسجلت الأغنية كيف حدث ذلك؟
نعم مثلما قلت، كل شيء حصل في وقت قصير، وأردنا من خلال هذا الاستعجال أن نجعل الأغنية فأل خير على الفريق الوطني، (بكرة تكسب ثلاثة بس في الأحلام) وأردنا أيضا من خلالها الرد على المتطاولين والمسيئين للجزائر شعبا وتاريخا وثقافة. وقد وفقنا فكانت كل الظروف مواتية لتسجيل الأغنية وتوزيعها مجانا، وقد حدث ذلك ليلة 13 - 14 نوفمبر أي قبل اللقاء الأول في ظرف 4 ساعات وكانت الأغنية جاهزة وفي صبيحة الرابع عشر من شهر اندلاع الثورة الجزائرية وصلت إلى أسماع الجمهور في بسكرة، وفي كل الجهات التي وصلها بث الإذاعة المحلية. وكانت مفاجأتهم بها كبيرة لكون كلماتها كتبت باللهجة المصرية ولحنت وفق لحن من صناعة مصرية، غير أنها لاذعة للطرف الآخر وتحمل عبارات التفاؤل بالنسبة للجمهور الجزائري.
ومرة أخرى أكرر أن هذا العمل لا يحمل صيغة تجارية، بل هو عربون تضامن ومناصرة للفريق الوطني. بدليل أننا أذعناها عبر اليوتوب تحت عنوان "الأغنية التي أزعجت المصريين".
كيف ذلك؟
في البداية قمنا بتركيب صورمختلفة مع مقاطع الأغنية. ثم أعدنا تسجيلها في شكل كليب أخذت مشاهده من أحياء وحارات بسكرة وسوقها الشعبي في وسط المدينة، ودام التصوير يوما كاملا من طرف الزميل حمادو الذي شاركنا الإنجاز دون مقابل، وكل ذلك في خاطر محاربي الصحراء.
هل أنت من المعجبين بشعبان عبد الرحيم؟
نعم أنا من المعجبين به كفنان يعالج قضايا المجتمع والأمة، أتذكر مرة زرت فيها تونس فعدت منها بـ 15 قرصا مضغوطا لأغانيه، أما شعبولة الشخص لا يعجبني إطلاقا من حيث الأخلاق، وفي رأيي أن جميع الفنانين المصريين الذين تطاولوا على الجزائر وقعوا في فخ التودد إلى النظام الحاكم على غرار وقوع بعض الإعلاميين في الشيء ذاته.
"لا حمص ولا فول" بلغت أسماع المصريين وفهموها جيدا ماذا كانت ردودهم؟
تباينت ردودهم بين المندهش والعجب والغاضب والمسيء بما في ذلك ردود الثنائي حجازي والغندور اللذان مرراها عبر دكاكينهما.
هل تعرف الطاهر وطار أو عمي الطاهر؟
أعرفه أديبا روائيا صاحب عدة جوائز أدبيبة، لم أقرأ له ولم ألتق به من قبل.
وهل سمعت رأيه حول الأغنية؟
نعم قرأت له تصريحا في إحدى اليوميات بتاريخ 18 ديسمبر الفائت، حيث أجاب ردا على سؤال لإحدى الصحفيات يتعلق برأيه حول أحداث مصر وردود أفعال المثقفين والفنانين هناك. حيث قال وطار متسائلا: "هل سمعت بكلمات أغنية الطاهر سفير البسكري، هي تغني عن كل رد على المصريين" وبالمناسبة أهنئه على الجائزة الأخيرة. وأتمنى له وافر الصحة والهناء.
هل تعتقد أن ما جاء به الإعلان المصري يعكس شعور الرأي العام المصري؟
أكيد لا، فما جاء به الإعلام المصري يعبر عن فئة قليلة لها أهداف ضيقة، لأن الشعب المصري متسامح بطبعه.
هل زرت مصر سابقا؟
نعم زرتها عدة مرات في رحلات منظمة، آخرها بعد كأس إفريقيا في تونس التي فزنا فيها على المنتخب المصري عن طريق الهدف القاتل للاعب آشيو. وكان يرافقني صديق كان يرتدي قميصا مكتوب عليه اسم اللاعب"الحرامي" ولم يحدث لنا أي شيء، وأعتقد جازما أن هذه الصورة هي التي تعكس فعلا حقيقة الشعب المصري.
ما تعليقك على تحامل الإعلام المصري على جريدة "الشروق اليومي" الجزائرية؟
بدون مبالغة لقد كانت "الشروق اليومي" رائعة جدا في تغطيتها للأحداث ومسايرتها لكل تداعياتها، لقد وقفت الند للند أمام مجموعة من القنوات، وهو ما جعل المصريين يقرؤونها ويغذون بمحتواها برامجهم، وقد استطعات بخبرة صحفييها ووطنيتهم أن تضع الإعلام المصري في ورطة بدليل أننا نتابع برامجهم لأجل الصحك ليس إلا.
مَن مِن الفنانين المصريين أقرب إلى سفير، ومن تستصغر منهم؟
أحترم كثيرا الفنان الراحل أحمد زكي لأنه معجزة في تقمص الأدوار والشخصيات، كنت ولا أزال متأثر به جدا وأستصغر كل من دعا وأيد مقاطعة الجزائر فنا وعلى رأسهم نقيب الفنانين لأنني كنت أخالهم أكبر من هذه الدناءات.
ومن من اللاعبين المصريين الذين تحترمهم؟
أبو تريكة بلا منازع، كلاعب وكوطني قومي أجهر تضامنه مع غزة وهذا الجميل لن ينساه الجزائريون وكل الشعوب المناصرة للقضية الفلسطينية، أتذكر أن أحد رجال الأعمال في الجزائر قال مرة: "لو غرم أبو تريكة على تضامنه لكنت أول المساهمين".
حول المشاركة الجزائرية في كأسي إفريقيا والعالم ما مدى تفاؤلك؟
في الكرة كل شيء ممكن، لكنني كمناصر متفاؤل مع شعوري بثقل المسؤولية الملقاة على عاتق أشبال سعدان بوصفهم الممثل الوحيد للعرب في نهائيات كأس العالم، وهم مطالبون على الأقل بإعادة ملحمة خيخون.
مَن مِن صحافيي "الشروق" تريد حضور حفل زفافه؟
علي فضيل، لأرد له جميل وسام الاستحقاق الشروقي الذي أهداني إياه في عيد ميلاد "الشروق" وثاني الأشخاص هو ناصر بن عيسى الذي اتصل بي هاتفيا وهنأني على نجاح الأغنية. وخلاصة القول أنا في خدمة أفراح كل الشروقيين.
ماذا عن مشاريعك المستقبلية؟
سأصدر قريبا أغنية جديدة حول جدار العار أو الجدار الفولاذي الذي تنجزه مصر لتجويع اليتامى في غزة وليس لتأمين إقليمها كما تدعي، وسأغنيها بإيقاع فلسطيني مضمونها كتبه الشاعر صاولي الذي يقول:
السفارة في العمارة... زادونا فن جديد
حضارة الحجارة... جدار فولاذ وحديد
غالاوي يا غلاوي... مشكور يا ولد الناس
شريان الحياة "تقطع".. عالمعبر مليون عساس