"لن نغفر لسعدان إقصاءنا من مونديال مكسيكو..وموقعة الغد ستكون لتصفية الحساب"
"ملعب 11 نوفمبر سيكون مقبرة الكبار..ومنتخبنا لا يخشى أحدا"
بعد أن حقق الفوز على منتخب مالاوي بهدفين دون مقابل في افتتاح مباريات اليوم الثاني، بدأ المنتخب الأنغولي يفكر بجدية في الصعود إلى الدور الثاني
ومواصلة التقدم نحو الفوز باللقب الإفريقي الذي بات مطلبا جماهيريا ملحا.
وشاءت الصدفة أن يقف "الخضر" في طريق المنتخب الأحمر في لقاء حاسم وهو الأمر الذي جعل الجماهير الأنغولية تدخل المباراة قبل الموعد وتتوّعد كتيبة سعدان، "فتحقيق الحلم سيمر حتما عبر التفوّق على الجزائر" كما يقولون.
الفوز على مالاوي أعاد الثقة للأنغوليين
لم يكن المشجعون الأنغوليون الذين ملئوا ملعب 11 نوفمبر متحمسون لما واجه منتخبهم مالي في افتتاح الدورة، فكان غضبهم شديدا على المدرب مانويل جوزي وبعض اللاعبين، حتى وإن كان النجمان مانوشو وجيلبيرتو على كل لسان.
مباراة مالاوي الثانية كان عنوانها لدى الشارع الأنغولي "حتى يستمر الحلم" …حلم الفوز بالكأس الذهبية التي يعتبرها الأنغوليون تحد كبير للإتحاد الإفريقي لكرة القدم الذي "همّش" كما يقولون بلدهم وحرمه من استضافة "الكان" في الوقت الذي نالت حق التنظيم دول أخرى لا تمتلك إمكانيات أنغولا. جاء الفوز على مالاوي في ليلة جميلة احتفل فيها الأنغوليونوعاد الحلم ليراودهم من جديد، وبدأ التفكير في مقارعة الخضر ممثلو إفريقيا في كأس العالم.
"الفوز على الخضر… يعادل اللقب الإفريقي"
مباشرة بعد أن أطلق حكم مباراة أنغولا ومالاوي صافرة نهاية المباراة بفوز "الغزلان السوداء" التي تحدّت ألسنة اللهب المالاوية في ليلة حامية، بدأت الجماهير الأنغولية تتحدث عن "الخضر" وكيفية الإطاحة بهم، مجموعة من الشبان المنتمين إلى نادي المشجعين تحدثت لنا بنبرة فيها الكثير من الحذر لأن المنتخب الوطني الجزائري تمكن من الفوز على مالي، ومحو من أذهان الكثيرين صورة المنتخب المنهار الذي سقط أمام مالاوي بثلاثية. لم يتردّد بعض من تحدثنا إليهم في القول أن المنتخب الجزائري كبير ومعروف وهو أحد ممثلي القارة في المونديال: "لما كان منتخب بلادكم متأهل إلى كأس العالم، فإننا نريد أن نفوز عليه ونثبت بأن منتخب أنغولا قوي حتى وإن كنا نعرف بأن "الخضر" ليسوا بالمنتخب السهل". وفي كل الأحوال يقول الأنغوليون أن الفوز على "الخضر" يعادل أو يفوق نيل اللقب الإفريقي، وهذا الكلام يحمل أكثر من معنى.
"سعدان حرمنا من مونديال 86 وجاء وقت الحساب"
لم تنس الجماهير الأنغولية الخضر والمدرب رابح سعدان الذي قاد المنتخب عام 1985 في تصفيات كأس العالم 1986، وما زال الكثيرون ممن تابعوا تلك المباراة يذكرون بحسرة كبيرة، كيف سقط المنتخب الأنغولي أمام نظيره الجزائري بملعب 5 جويلية في مباراة مجنونة. مجموعة من أنصار المنتخب الأنغولي تحمل لافتة كبيرة كتبت عليها عبارة:"مانويل جوزي، مانوشو، جيلبيرتو… حققوا حلمنا"، ألح بعضهم على القول: "الجزائر منتخب كبير، لكننا كنا دائما منافسين شرسين له… أتذكرون كأس العالم 1986، لقد حرمنا هذا المدرب (سعدان) من الذهاب إلى كأس العالم، وها هو يعود إلى أنغولا بعد خمس وعشرين سنة.. لقد جاء وقت الحساب".
بوقرة ممتاز.. ومانوشو ساحر
وفي كل مرة تتاح فيها الفرصة للحديث عن مباراة الاثنين بين المنتخب الوطني ونظيره الأنغولي، يصر أنصار الغزلان السوداء على القول بأنهم يؤمنون بالفوز لأنهم يملكون لاعبا اسمه مانوشو.. أو الساحر كما يطلقون عليه. والحقيقة هي أن المشجعين الأنغوليين المتميّزين عن غيرهم بإحداث ضجيج لا يطاق في الملعب يعرفون الكثير عن المنتخب الوطني. مجيد بوقرة وكريم زياني وكريم مطمور وعدد آخر من اللاعبين الجزائريين معروفين ومحبوبين لمتابعي البطولتين الألمانية والإنجليزية. وفي لحظة شعور بالعزة والإنتماء إلى بلد أغوستينو نستو، يقول الأنغوليون أن لا أحد يعلو على الثلاثي الذهبي مانوشو، جيلبيرتو وفلافيو الذي سيخطف الكأس الذهبية في آخر يوم من هذا الشهر.. هكذا تعتقد الجماهيرالأنغولية.
"شوارع لواندا تحتفل .. بالنصر القادم"
حتى وإن لم تكن كأس أمم إفريقيا طبائع الشارع الأنغولي، إلا أن اقتراب موعد مباراة الجزائر أضفى عليه مسحة من الاحتفالية والتفاؤل بنصر يعتبره الأنغوليون كبيرا. ومن الواضح أم مواجهة "الخضر" تعد أكثر أهمية مقارنة بمواجهتي مالي ومالاوي، لأن المنتخب الوطني كما يقول الأنغوليون "مرجع" من مراجع الكرة الإفريقية، وهو منتخب محترم له تاريخ وهو بكل بساطة ممثل دولة كبيرة وصديقة لأنغولا. وبعيدا عن كل تشنج أو إفراط في التشجيع، يتحدث إعلاميون ورياضيون أنغوليون عن "فوز تاريخي" غدا، يعبّد الطريق للفوز بكأس الأمم الإفريقية لأول مرة في تاريخ البلد. ومن يتجوّل في شوارع العاصمة لواندا المدينة المترامية الأطراف، يلاحظ بسرعة أن الجماهير الأنغولية تحاول استباق الحدث والاحتفال بالفوز في مباراة الحسم ضد الخضر. الأعلام الحمراء والصفراء في كل مكان، وصور اللاعبين على زجاج السيارات كما حدث تماما في الجزائر العاصمة بعد تأهل الخضر إلىالمونديال.
"ملعب القاهرة.. ولا 11 نوفمبر"
يفتخر الأنغوليون ويفرطون في ذلك أحيانا لما يتحدثون عن الملعب الجديد "ملعب11 نوفمبر" الذي شيّد خصيصا لاستضافة مباريات كأس الأمم الإفريقية. ويعترف أنصار المنتخب الأنغولي أن "ملعبهم" هو سلاحهم الأول في الفوز على أي منتخب مهما كان اسمه. في مباراة مالاوي، وقفنا على حقيقة تقول: "الفوز على منتخب أنغولا في الملعب الكبير أمر صعب يتطلب الكثير من الجهد والصبر وبرودة الأعصاب. لما سجل فلا فيو هدف السبق في مرمى مالاوي، انفجر الملعب وعادت بنا الذاكرة إلى ملعب القاهرة وضغطه الرهيب، لكن هذا الأخير بدا لنا "رحيما" مقارنة بملعب لواندا الجديد. وحتى وإن كان الجميع هنا في لواندا يعترف بأن لاعبي مانويل جوزي ليسوا في أحسن أحوالهم لمقارعة المنتخبات الكبيرة والخبيرة بكأس الأمم الإفريقية، إلا أنهم يريدون تقديم يد المساعدة لمنتخب بلادهم كما طلبت منهم سلطات البلد ذلك. وزيادة عن الحماس الجماهيري والتعبئة الكبيرة التي ولدتها المنافسة الإفريقية، يبقى عامل الملعب سلاح هام يساهم هو الآخر بدفع "الغزلان السوداء" نحو الإنتصار.
منتخب واحد.. شعار واحد: "لا بديل عن الفوز"
ويبدو واضحا أن نهائيات كأس أمم إفريقيا كما هو الحال في العديد من الدول، وحدّت الأنغوليين حول منتخبهم الذي خيّب الآمال في تصفيات كأس العالم الذي خرج منها في الدور الأول. ويحاول محبو الكرة في هذا البلد دفع لاعبيهم إلى تحقيق الفوز على "الخضر" وبعدها باقي المنتخبات التي قد تقف في طريق النصر النهائي كما يقولون. ومنذ المباراة الأولى وقبيل لقاء الجزائر، يرفع الأنغوليون شعارا واحدا عنوانه الفوز ولا بديل عنه، تشجيعا للاعبين الذين اهتزت معنوياتهم في مباراة الإفتتاح أمام منتخب مالي. وحتى وإن كان الإعتقاد السائد لدى الغالبية العظمى من الأنغوليين هو صعوبة المهمة في مواجهة الخضر، إلا أن الكثير من الأنغوليين يعتقدون بأن منتخب بلادهم يحب المغامرة ويظهر قواه لما يتعلق الأمر بمواجهة منتخب كبير مثل المنتخب الجزائري كما أكدوا على ذلك.
وماذا لو غاب الثلاثي الذهبي؟
وقبل مباراة أنغولا والجزائر بساعات، ما زالت الجماهير الأنغولية في حالة من الحيرة والترقب بخصوص مشاركة ما تسميه بالثلاثي الذهبي مانوشو، جيلبيرتو وفلافيو. وحتى بعد أن أكدت معلومات رسمية غياب اللاعب فلافيو عن مباراة الجزائر، إلا أن أنصار المنتخب الأحمر ما زالوا يأملون في أن تشفي يد المشعوذ نجم المنتخب للمشاركة في مقارعة "الخضر" يوم غد. والحقيقة هي أن الجماهير الكبيرة التي تستعد لملء ملعب 11 نوفمبر تعرف بأن الأمل قد يضيع إذا تأكد غياب القوة الضاربة للمنتخب الأنغولي. أما إذا ثار الحديث عن غياب ستة لاعبين من التشكيلة - كما أكد ذلك - المدرب مانويل جوزي، فإن الحزن يأخذ مكان الفرحة بسرعة ويعود الشك ليحوم حول أجواء الإستعداد للإحتفال بالنصرالكبير الذي بات حديث العام والخاص.
"أنغولا لن تتحمّل صدمة الإقصاء"
وباقتراب موعد المباراة الهامة بين المنتخبين الجزائري والأنغولي، واقتراب ساعة الحسم، بدأ الحديث عن إمكانية خروج منتخب أنغولا من السباق وهو أمر وارد جدا كما يقول بعض المتشائمين من المشجعين. ويعترف الكثير من الأنصار أن المهمة لن تكون سهلة أمام "الخضر" بالاحتكام إلى العقل، لكن الرأي السائد هو أن لا أحد سيتقبل بخروج "الغزلانالسوداء" من سباق كأس أمم إفريقيا
وتلاشي الحلم الكبير الذي راود الأنغوليين لمدة طويلة ومنذ أن نال بلدهم حق استضافة الدورة. وستكون الساعات القليلة التي تفصلنا عن مباراة الفصل في أمر الصعود إلى الدور الثاني طويلة على الأنغوليين الذين يخشون أن تكون مباراة اليوم هي الأخيرة لمنتخبهم في النهائيات...ولنتصور كيف سيكون المشهد إذا خرج المنتخب الأحمر من الدورة، بكل تأكيدستكون ليلة سوداء ينتهي فيها كل شيء.
منقووووووووووول