زياني يعاني في صمت في فولفسبورغ و الخضر أكبر الخاسرين

ولعبت إصابته دورا كبيرا في تردي مستوى اللاعب الجزائري الذي كان يشار إليه بالبنان قبل أن يتحول بين يوم وليلة إلى لاعب غير مرغوب فيه.ولا يخرج كريم زياني لاعب وسط فولفسبورغ الألماني عن هذه "المنظومة الكروية"، وهو صانع ملحمة تأهل بلاده لنهائيات كأس العالم لكرة القدم للمرة الثالثة في تاريخها.وتسعى الاتحادية الجزائرية الى حل الإشكال الذي وقع فيه اللاعب، خاصة بعد ان تعافى من الإصابة، لكنه ظل بعيدا عن المنافسة.

وكان رئيس الاتحادية محمد روراوة قد اكد بأنه سيمد يد المعونة لكل لاعب يسدي خدمات للمنتخب الوطني، خاصة وان وضعية مدلل الخضر تأزمت بعد التحاقه بالمنتخب الوطني ومشاركته في نهائيات كأس افريقيا.

وإذا كان أغلب نجوم المنتخب الجزائري تعلموا "أبجدية الكرة المستديرة" في الجزائر، فإن زياني نهل من "المهجر" وتحديدا فرنسا التي تعج بجالية جزائرية كبيرة ولاعبين جزائريين، خطف المنتخب الفرنسي خدماتهم وحقق معهم انجازات كبيرة أبرزها كأس العالم 98 بقيادة زين الدين زيدان.

وحصد زياني مكانة كأساسي في المنتخب الوطني منذ التحاقه بالخضر، فبات أقدم اللاعبين حضورا في الخضر، اذ لعب 53 مباراة مع الخضر.بيد أن التطورات الأخيرة دفعت المدرب الوطني رابح سعدان الى مراجعة حساباته حينما اعلن بأنه لن يضع الثقة في لاعبين لا يشاركون في أنديتهم، قاصدا اللاعب زياني.غير أن الكثيرين يدركوا بأن زياني لن يفقد مكانه في الخضر، أولا للخدمات الجليلة التي قدمها للمنتخب الوطني، والأمر الثاني لحاجة الخضر لخدماته، يضاف الى ذلك فإن ابتعاده عن المنافسة في الوقت الحالي قد يجعله في كامل لياقته اثنا المونديال، ويبقى الإشكال القائم بتعلق بنقص المنافسة.

ولم يتأخر زياني في فرض نفسه أساسيا في صفوف المنتخب الجزائري، فمنذ مباراته الدولية الأولى في 12 فيفري 2003 أمام بلجيكا، بات زياني الذي اختير افضل لاعب في الجزائر عامي 2006 و2007، عنصرا بارزا في تشكيلة الخضر.ويرفض زياني الإدلاء بأحاديث عن وضعه في فريق فولفسبورغ تحاشيا للتأويلات، لكنه بالمقابل فإنه يؤكد بأن الأمر مع المنتخب الوطني يختلف تماما مع النادي.

ويقول زياني في هذا الصدد: "نحن جيل جديد من اللاعبين الجزائريين، اجتهدنا كثيرا في الآونة الأخيرة من اجل إعادة الهيبة إلى المنتخب الجزائري، مواهب كثيرة تملكها الجزائر سواء في الداخل او في اوروبا ومن العار ان تكون غائبة عن المحافل الدولية والقارية". وأضاف "الدفاع عن الوان المنتخب الجزائري حلم يتمنى أي لاعب تحقيقه، لكنه في الوقت ذاته مسؤولية كبيرة وجسيمة تتطلب كفاءة واحترافية كبيرة، لأن الأمر يختلف عن الأندية، فالدفاع يكون عن ألوان بلد بأكمله وشعب يعشق كرة القدم حد الجنون".

ويبدو ان زياني يسعد كثيرا باللعب في المنتخب الوطني أكثر مما يعيشه في الأندية التي يلعب لها، ويقول في هذا الشأن في تصريحات سابقة: "سررت كثيرا عندما استدعيت للمرة الأولى الى المنتخب، لم أصدق الأمر في الوهلة الأولى وكنت خائفا، لكن ذلك لم يستمر طويلا"، مشيرا الى ان "خبرتي في فرنسا علمتني الكثير وساعدتني كثيرا في مبارياتي الدولية". وأردف قائلا: "سنبرهن للجميع في كأس العالم ان المنتخب الجزائري يملك رجالا في المستوى المطلوب وان بلدنا قادر على تكرار ملحمته عام 82".

وكان أحد المواقع الالكترونية المختصة قد أشارت الى ان فريق فولفسبورغ يتطلع لتحقيق مكاسب مالية كبيرة من خلال صفقة كريم زياني في الصائفة المقبلة.وأشارت المواقع الألمانية ان زياني سيكون احد أقوى الصفقات في الصائفة المقبلة إلى جانب زميله البوسني دزيكو، علما ان فريق فولفسبورغ كان قد ظفر بصفقة موهبة شابة يدعى نسيم بن خليفة لاعب المنتخب السويسري للأواسط.