سعدان: “تريدون الحقيقة، إنهم أقوى منا بكثير ولم يبق لكم إلاّ القلب لأجل تحقيق نتيجة“

وهو الكلام الذي أثر كثيرا في اللاعبين الذين
اجتمعوا مع مدرّبهم يوم أمس لأجل معاينة معمّقة للمنتخب الذي سيواجهونه
غدا الجمعة في مدينة “كاب تاون“.
سعدان: “تريدون الحقيقة، إنهم أقوى منا بكثير ولم يبق لكم إلاّ القلب لأجل تحقيق نتيجة“ Article-5277-saadan02

سعدان: “تريدون الحقيقة، إنهم أقوى منا بكثير ولم يبق لكم إلاّ القلب لأجل تحقيق نتيجة“ Article-5277-saadan02

الجميع كان ينتظر أن يتحدّث سعدان عن نقاط الضعف
وفي
الإجتماع الذي عقد أمس في مقرّ إقامة “الخضر“ بـ “سان لامير“ في ضاحية
“دوربان“، كان الجميع على موعد مع معاينة معمّقة لمنافس “الخضر“ في
المباراة الثانية من “المونديال“، حيث قام الطاقم الفني أول أمس بمشاهدة
العديد من الأشرطة للمنتخب الإنجليزي حتى يتسنّى لـ سعدان الحديث عمّا
شاهده لدى هذا المنتخب من نقاط قوة وضعف، لكن “الشيخ” لم يجد ما يقوله عن
نقاط ضعف المنافس وظلّ يتحدث فقط عن قوة هذا المنتخب وطريقة لعبه التي
تعتمد على الإندفاع البدني والكرات الطويلة، إلى جانب القيمة الفردية
للاعبيه الذين سيلعبون مواجهة مصيرية أمام الجزائر بعد تعادلهم في اللقاء
الأول (1-1) أمام أمريكا.
لا توجد نقاط ضعف سوى ثقل الدفاع
ولم
يجد المدرب الوطني فيما يخصّ نقاط الضعف سوى الحديث عن ثقل الدفاع،
باعتبار أن وسط الدفاع يُعاني من حين لآخر من هفوات ترتكب عادة في هذا
الخط، إلى جانب صعود المدافعين الأيمن والأيسر، وهو ما يجعل “الخضر“
بإمكانهم إستغلال هذه الجوابب في حال الهجوم. لكن ما عدا ذلك، لم يجد
سعدان ما يقوله للاعبيه إلى درجة أن الصمت عمّ القاعة دقائق بعد أن وجد
سعدان صعوبات في تقديم النصائح بخصوص ما يُمكن أن يستغلوه من أخطاء
المنافس.
سعدان حائر ولم يجد ما يقول
وظلت
حصة المعاينة مختلفة تماما عن التي تعوّدت عليها العناصر الوطنية في
الخرجات السابقة، إلى درجة أن سعدان بقي حائرا أمام المردود الرائع
للمنتخب الإنجليزي الذي لم ينهزم إلاّ مرة واحدة في التصفيات وبعد أن
كانوا ضمنوا التأهل، ما جعل سعدان ولاعبيه يتأكدون من أن المباراة أمام
إنجلترا قد تكون الأصعب في مشوار هذا المنتخب منذ تكوينه، كما أن تعادل
أشبال كابيلو في اللقاء الأول زاد صعوبة المهمّة. ليجد سعدان نفسه حائرا
أمام لاعبيه ولم يجد ما يقوله.
سعدان: “كاين غير القلب وأريدكم مثلما كنتم في أم درمان“
وبعدما
لم يتمكن من تقديم ما كان منتظرا منه من تعليمات، لأن الأمر يتعلق بمنتخب
قوي جدا، تحوّل سعدان إلى الخطاب النفسي المؤثر، حيث قال للاعبيه: “ في
هذه المباراة لا يوجد إلاّ القلب لأجل تعويض القوة التي يتمتع بها
الإنجليز، أريدكم مثلما كنتم في أم درمان، يجب أن تنسوا كل شيء وتفكّروا
فقط في الشعب الجزائري الذي ينتظر منكم تشريفه في المونديال“. ويبقى
الجميع في الإستماع إلى المدرب الوطني الذي لم يتردّد في القول: “لا أقدم
لكم شيئا جديدا إذا قلت إن المنتخب الإنجليزي قوي جدا في كل خطوطه، عليكم
أن تبذلوا أكثر مما تملكون لتقديم أداء مشرف”.
اللاعبـون يؤكّدون: “ليس لدينا خيار آخر سوى التضحية والإنجليز ليسوا من كوكب آخر!“
من
جهتهم، كان اللاعبون في قمّة الشعور بالمسؤولية الثقيلة الملقاة على
عاتقهم، خاصة بعد أن لاحظوا أن الأنصار لم يرضوا كثيرا بالأداء المقدّم
أمام منتخب سلوفينيا والهزيمة التي كان وقعها مرّا على الشعب الجزائري،
مؤكدين أنهم سيبذلون كل ما في وسعهم لأجل تحقيق نتيجة إيجابية، إلى درجة
أنهم تحدثوا بينهم عن التضحية بكل شيء في هذه المواجهة قصد تقديم أداء
أفضل. كما اعتبر رفقاء القائد عنتر يحيى أن الإنجليز ليسوا لاعبين من كوكب
آخر ويجب ألا يحترمونهم فوق اللازم، خاصة أن الضغط سيكون عليهم.
العلم الجزائري رفرف في شوارع لندن
يبدو
أن الهزيمة الأولى التي تلقاها المنتخب الجزائري أمام نظيره السلوفيني يوم
الأحد المنصرم لم تؤثر كثيرا في نفوس الجزائريين الذين لا يزالون يأملون
في أن يحدث “الخضر” المفاجأة أمام المنتخب الإنجليزي غدا الجمعة، بدليل ما
قام به بعض أنصار “الخضر“ في العاصمة البريطانية لندن في الأيام الأخيرة،
حيث خرجوا هاتفين باسم الجزائر والعلم الجزائري رفرف عاليا في سماء عاصمة
منافس الجزائر هذا الجمعة دون مركب نقص أو خوف من الإنجليز، وأثبتوا مرة
أخرى أن الجزائر تملك شعبا كبيرا يعرف أن منتخبه معروف بالتحديات في
المواعيد الكبرى مثلما فعلوا ذلك في المناسبات السابقة، بالقاهرة،
الخرطوم، فرنسا وألمانيا، وتنبؤوا بفوز الجزائر على إنجلترا.
هزيمة إسبانيا زادت الجزائريين ثقة في “الخضر”
من
جهة أخرى فإن السبب الآخر الذي زاد الجزائريين ثقة في النفس وفي المنتخب
الوطني هو الهزيمة التي تلقاها المنتخب الإسباني أمس أمام نظيره السويسري،
حيث يرى الأنصار الجزائريون أن في مثل هذه المنافسات الدولية ومع هذا
المستوى لا يوجد فريق كبير وآخر صغير، فرغم أن المنتخب الإسباني يعد من
بين المنتخبات المرشحة لنيل اللقب العالمي إلا أنه تلقى هزيمة مرة أمام
منافس متواضع بالنسبة إليه من ناحية المستوى، كما اعتبر الجزائريون أن
خسارة “الخضر“ أمام سلوفينيا ليست بالكارثة مقارنة بهزيمة المنتخب
السلوفيني، لذلك عاد إليهم نوع من الأمل، ويؤمنون بأنه بإمكان الجزائر أن
تُحدث المفاجأة أمام إنجلترا هذا الجمعة وتحقق نتيجة إيجابية رغم أن
إنجلترا من بين المنتخبات المرشحة أيضا لإحراز اللقب العالمي.