image
تباينت آراء الفنانين المصريين فيما يخص احتجاجات يوم الغضب، فبين فنان موال للنظام رافض لها، وبين آخر لم يقتصر على تضامنه مع المحتجين بل تقدمهم في الميدان.
*
وانقسم الوسط الفني إلى قسمين متباينين، حيث رفض الفنانون المتقدمون في السن الاحتجاجات ووصفوها بأسوأ الأوصاف، على غرار الكوميدي محمد صبحي الذي رفض الاحتجاجات وطالب المصريين بألا يقارنوا بين ما يحدث في مصر وما حدث في تونس، مضيفا أننا "نعيش في مصر حرية إعلامية ملموسة ونقول ما نشاء بحرية، ولو تفوهنا بما نقوله الآن في عهود سابقة لحدثت مذابح"، ونفى أن تكون هذه المظاهرات إحساسا جماعيا لدى المصريين، معتبرا أن هذا الرأي رفضه المصريون ودعوا لمقاطعة أعماله تماما، كما قاطعوا أعمال عادل إمام الذي ظهر وكأنه الناطق الرسمي للحزب، حيث صرّح أنه ضد هذه المظاهرات، واصفا إياها بـ"العبثية الصادرة عن أفراد مندسين لا يمتون للشعب المصري بصلة، وتحركها أياد خفية لا تريد لمصر أن ترى النور" هذا الرأي قابله المصريون بالمقاطعة حاملين شعار.. "هانقاطع أعمال أي فنان هاينافق النظام.. وخلي النظام ينفعك" عبر المواقع الالكترونية..
*
من جهتها، انتفضت مجموعة من الفنانين الشباب عبر موقع الفيس بوك، ضد النظام الحاكم، تقدمهم الفنان عمرو واكد الذي تقدم المحتجين المعتصمين بميدان التحرير بالهتاف والاعتصام، ووزع زجاجات المياه بنفسه على المعتصمين، بعدما أعلن منذ أيام عن مساندته للشعب المصري في يوم الغضب، وكتب رسالة على صفحته الشخصية عبر الفيس بوك والتي حملت عنوان "بالنسبة لـ25 يناير"، أهم ما جاء فيها ".. من حقنا أن نحلم بالتغيير الذي يجعلنا دولة متحضرة ومتقدمة، التغيير الذي يجعل المواطن يمشي رافعا رأسه في بلده وفي أي مكان في العالم، التغيير الذي سيبقى ويستمر، والبقاء مثلما نعرف للأصلح.."، مضيفا أنه "إذا لم يشارك المواطن في هذه المظاهرات فليس من حقه أن يلوم السلطة على ما تفعله به، ولكن عليه بالتغيير "اللي هو المشاركة وإذا لم نشارك حتماً فلن نتغير"، وإذا شارك واكد في الاحتجاجات في الشارع، فخالد الصاوي أعلن إضرابا عن العمل، وكتب على صفحته عبر الفيس بوك ".. أنا مضرب اليوم عن العمل.. تأييدا للمطالب الشعبية السلمية والعادلة في الخبز والحرية والكرامة"، وأطلق أغنية الراب "النادرة" دعا من خلالها المصريين إلى الغضب والاحتجاج على صفحته بمناسبة التظاهرات التي دعت إليها المعارضة في يوم، وحملت عنوان "الغضب".
*
وكان حظهما أفضل من حظ المخرج الشاب عمرو سلامة الذي تعرض إلى اعتداء قوات الأمن عليه بالضرب المبرح أثناء مشاركته في المظاهرات حيث كشف أنه كان مع كل من المخرج والمؤلف محمد دياب، بلال فضل، المطرب حمزة نمرة، عباس أبو الحسن، وتفاجأ بأحد الضباط "يأمر العساكر بأن يلقوا القبض عليّ، وقال لهم أن يأخذوني بعيدا عن الكاميرات ويحطموا هاتفي المحمول" وأدخلوه إلى إحدى العمارات السكنية وأبرحوه ضربا.
*
الفنانة الشابة شيرين عادل قالت "إن كل مصري يشارك بما يستطيع، مصر ستتغير يا مصريين" ودعت الفنانين إلى المشاركة في الاحتجاجات رفقة شعبهم.
*
يحدث هذا في ظل اختيار عدد كبير من الفنانين المصريين للصمت خوفا أو حذرا، تماما مثلما حدث في الجارة تونس مؤخرا، لعلنا نسمع أصواتهم تدين النظام بعد إطاحته من قبل الشعب، أو تثمين إنجازاته وشتم الشعب لو بقي مكانه.