استرجعت مصالح الدرك الوطني لبوقادير بولاية الشلف في عملية نوعية قطعا أثرية نادرة تعود إلى الحضارة الفرعونية، كانت بصدد بيعها بمبلغ مالي يصل إلى 500 مليون للقطعة الواحدة، أوقفت من خلالها 4 أشخاص ينشطون تحت غطاء شبكة دولية لتهريب الآثار إلى الدول الأوربية والعربية.
*
تفاصيل القضية تعود إلى ليلة الجمعة الفارطة إثر ورود معلومات إلى مصالح الدرك الوطني ببوقادير، مفادها، وجود أشخاص يتاجرون بالقطع الأثرية تعود إلى حضارة مصر الفرعونية، المحظورة والمحمية بقوانين داخلية ودولية، وعليه تم استغلال هذه المعلومات في وقتها، حيث قامت ذات المصالح بتدبير خطة محكمة للإطاحة بالأشخاص، وتمكن المحققون في ظرف وجيز، بفضل العمل الإستعلاماتي من تحديد هوية ومكان الشخص الذي يحوز على هذه القطع الأثرية النادرة.
*
فرقة الدرك الوطني لبوقادير، تمكنت من توقيف 4 أشخاص متورطين في عملية التهريب على الطريق المحول الجديد المقابل للمنطقة الصناعية لواد سلي المؤدي إلى الطريق السيار "شرق ـ غرب"، كانوا على متن سيارة من نوع رونو "405" بيضاء اللون، وبعد عملية التفتيش الدقيق للسيارة تم العثور على القطع الأثرية كانت مغلفة ومخبأة بإحكام داخل الصندوق الخلفي للسيارة، حاول نقلها وتمريرها لأحد الأشخاص ببوقادير، ويتعلق الأمر بتمثال الإله "اخناتون" و"رمسيس الثاني"، وهي من القطع الأثرية الفرعونية النادرة المحظورة والمحمية بقوانين داخلية ودولية.
*
تبين من خلال التحقيق المعمق مع الأشخاص المتورطين أن هذه القطع الأثرية تم جلبها من ولاية تيارت عن طريق أحد الأشخاص الذي كلفهم بالبحث عن زبون لبيع هذه القطع بمبلغ مالي يفوق 400 مليون سنتيم لتمثال "رمسيس الثاني" و500 مليون سنتيم للإله "اخناتون".
*
كما أسفرت التحقيقات ذاتها أن هذه القطع الأثرية تم تهريبها من مصر إلى لندن ودخلت إلى الجزائر عن طريق المغرب من طرف شبكة مختصة في تهريب الآثار تتكون من جزائريين ومغاربة.
*
كما علمنا من مصادر موثوقة أن بعض المغاربة الذين ينشطون ضمن أفراد الشبكة التي تزود بعض أفرادها في الجزائر، سبق وأن تورطوا في ديسمبر 2004 في محاولة تهريب أزيد من 270 قطعة أثرية بينها عملات ذهبية وتمائم فرعونية، وقطع ترجع إلى العصرين الإسلامى والقبطي عبر مطار القاهرة الدولي قبل شحنه إلى أسبانيا، وضمت قائمة المتهمين عددا من الأشخاص، أحدهم يحمل الجنسية المغربية وآخر بالإضافة إلى مسؤولين بقطاع الآثار المصري ومفتشي آثار و3 من تجار المجوهرات، حيث ضبطت آلاف القطع الأثرية النادرة فى منازلهم، واعترافوا ببيع نحو 40 ألف قطعة أثرية فى الخارج، أمكن رصد عدد منها فى مطار هيثرو بلندن، وفى أروقة المعرض في كل من أمريكا وفرنسا وكندا.
*
التحقيق في القضية من طرف مصالح الدرك الوطني لبوقادير بالتنسيق مع عناصر خلية مكافحة المساس بالممتلكات الثقافية والتاريخية التابعة لذات الجهاز مازال متواصلا.