كيف كانت العودة إلى أرض الوطن؟
كانت الأجواء عادية، لكننا صراحة تعبنا كثيرا جرّاء هذا التنقل الشاق، عدنا واليوم أنا في راحة(الحوار أجري أمس).
تبدو متعبا أكثر من البقية، أليس كذلك؟ المنتخب الوطني
بلى، فقد نال منّي التعب كثيرا، وهذا بسبب عدم حصولي على وقت للاسترجاع، فقد كنت في تربص مع فريقي اتحاد العاصمة، قبل أن توجّه لي الدعوة في آخر لحظة، التحقت مسرعا بالتربص، ودخلنا التحضيرات، وحتى خلال التربص لم أكن قد استفدت من راحة، كل هذا بالإضافة إلى السفر وخوض مباراة في رطوبة عالية، كل هذه الظروف جعلتني أتعب كثيرا.
ولكن خلال التربص كنتم قد استفدتم من بعض فترات الراحة؟
البقية استفادوا، أما أنا فلا، والسبب يعود لكوني التحقت متأخرا بالتربص بسبب التأشيرة، وهذا ما جعل المدرّب يخصص لي برنامجا تدريبيا حتى أتمكن من استدراك النقص، وقد عملت جاهدا لكي أكون جاهزا في نهاية التربص، وهذا العمل ساعدني على أن أكون مع المنتخب وألعب المباراة أساسيا.
لندخل الحديث عن المباراة في حد ذاتها، هل كنت تنتظر اللعب أساسيا؟
صراحة لا، لأنني التحقت متأخرا بالتربص، وزد على ذلك كل اللاعبين الذين اختارهم للعب في المحور كانوا مرشحين من البداية للعب في التشكيلة الأساسية، وفي الأخير وجدت نفسي أساسيا في منصب ظهير أيمن، المدرب تحدّث معي وطلب مني اللعب في هذا المنصب ولم يكن بإمكاني الرّفض.
وما قولك في الخطأ الذي جاء من خلاله الهدف، البعض يحملك المسؤولية والبعض الآخر يحمل الحارس، فما قولك أنت بصفتك طرفا في المعادلة؟
لا أتحمل المسؤولية، وهذا ليس تهرّبا، لو كنت أنا المخطئ لاعترفت بذلك دون خوف أو خجل، لقطة الكرة التي جاء من خلالها الهدف واضحة، الكرة كانت عرضية والحارس خرج لالتقاطها، كنت متأكدا أنه سيصل على الكرة لكن لسوء حظه وحظنا جميعا أنه تأخر بقليل، ولم يكن لي الوقت الكافي لكي أبعدها، المهاجم جاء من ورائي ووصل على الكرة في الوقت المناسب ومنها جاء الهدف، وأريد أن أضيف شيئا.
تفضل؟
أنا لست مدافعا أيمن، أنا مدافع محوري، والدليل أنني عوّضت مدافعا محوريا غاب عن التربص، المدرّب استنجد بي في هذا المنصب وقد أديت مهمتي على أكمل وجه ولا يهمني ما يقال لأنني أعرف إمكاناتي.
تبدو واثقا من كلامك، وأنك ترفض أن تتحمل مسؤولية الإقصاء؟
أولا الإقصاء تم في المباريات السابقة وليس عقب هذه المرّة، وزد على ذلك أنني قمت بواجبي على أكمل وجه رغم أنني لم ألعب في منصبي، عدنا بالتعادل وتجنبنا الهزيمة ورغم أنها نتيجة غير مرضية، إلا أنها أحسن من الهزيمة.
لعبت شوطا ثانيا أحسن من الأول، وحرمت المنافس من هدف محقق فما قولك؟
بما أنني مدافع أعتبر ما قمت به واجبي لا غير، محتوم عليّ الدفاع عن المرمى، تلك اللقطة التي تتحدّث عنها كانت ستتسبب في الهزيمة، والحمد لله أنني وفقت في حرمان المنافس من التعادل.
قبل أن تقدم على قطع الكرة، ألم تتخوّف من ارتكاب خطأ يتسبب في ركلة جزاء؟
ولم التخوّف، الهزيمة والتعادل كانا سيؤديّان إلى الإقصاء الرسمي، ولذلك فكرت في إبعاد الكرة بأية طريقة حتى نتفادى هدفا ثانيا، رغم الإقصاء الهزيمة كانت مرفوضة لأنها تؤثر على الفريق من الناحية المعنوية، وهذا التعادل بما أنه في أول مباراة مع المدرّب الجديد أقول إنه مفيد معنويا.
لكن لحد الآن الجزائر لم تقص بشكل رسمي...
أصحيح ما تقول؟!
نعم، الجزائر حسابيا لم تقص بعد وهناك احتمال ضئيل لبلوغ نهائيات 2012، وهذا من خلال الفوز على إفريقيا الوسطى 9/0، شرط انهزام المغرب على أرضها أمام تنزانيا...
لا أظن هذا ممكنا، وصراحة نحن اللاعبون نفكر من الآن في المستقبل البعيد، ولا نفكر في المباراة الأخيرة أمام إفريقيا الوسطى، والتي ستكون مباراة تحضيرية لا غير، ستكون فرصة للمدرّب لكي يطلع على إمكانات عدد من اللاعبين، وربما يجرّب لاعبين لم يحصلوا على فرص من قبل.
تعني أن التفكير في تصفيات 2013 بدأ؟
بالتأكيد، فالفريق الوطني مقبل على فتح صفحة جديدة، وعلينا أن نفكر من الآن في المستقبل القريب.
نتحوّل الآن للحديث عن فريقك اتحاد العاصمة، كيف تنظرون إلى المباراة المقبلة أمام شباب باتنة في افتتاح البطولة؟
لحسن حظي أنني وجدت الفريق في راحة اليوم(أمس الاثنين)، وسأستأنف التدريبات غدا(اليوم)، استعدادا للمباراة المقبلة، أمر طبيعي أن نفكر في الفوز، ونبحث عن الطريقة التي تمكننا من تسجيل انطلاقة في المستوى، أظن أنني تركت الفريق على أتم الاستعداد في نهاية التربص، وقد لعبنا حينها مباراة قوية وأظهرنا مستوى لا بأس به.
لكن زملاءك عجزوا عن الفوز في لقاء السبت الماضي أمام نصر حسين داي؟
لم أشاهد المباراة، ولا يمكنني الحكم على النتيجة أو ظروف المباراة، وحسب ما أعرف فإن المباراة لم تنته.
أجل لم تنته بسبب مناوشات بين الأنصار، ألا ترى أن هذا يؤثر على اللاعبين معنويا؟
لا يمكنني أن أعطيك أي إجابة عن هذا، لأنني لا أعرف بالضبط ماذا حدث، وعلى كل هي مباراة ودية تحضيرية لا غير، المهم أننا سنعمل لكي نكون جاهزين للمباراة المقبلة أمام شباب باتنة وهي الأهم.
المباراة كانت مقرّرة أن تجري دون جمهور قبل أن ترفع العقوبة، ألا ترى أن حضور الجمهور سيزيد من الضغط عليكم؟
لا يمكن الحديث عن الضغط في هذا المستوى، فالضغط العالي تعوّدنا عليه منذ مدّة وما علينا الآن سوى البحث عن الطريقة التي تمكننا من الوصول إلى الهدف المسطر وهو الفوز الذي سيسعد أنصارنا، اللعب أمام مدرّجات شاغرة شبيه بحصة تدريبية، لهذا السبب نحن سعداء برفع العقوبة، ونأمل أن نهدي الفوز في أول مباراة لنا مع الاتحاد لأنصارنا الذين ينتظرون منا انطلاقة جيّدة.
لكن الاتحاد مستهدف من طرف الجميع هذا الموسم، فما قولك؟
استهدافنا نابع من الاستقدامات التي قامت بها الإدارة، ودليل على أننا فعلا فريق كبير، وهذا يشعرنا بثقل المسؤولية وما علينا سوى العمل جاهدين لكي نثبت حقا أننا فريق كبير وليس مجرّد كلام فقط، كل الفرق تريد تسجيل انطلاقة جيّدة، وليس نحن فقط، والفرصة مواتية على ملعبنا.