لا يزال المدرب الوطني وحيد حليلوزيتش يتابع عملية معاينة لاعبين جدد على أمل تدعيم "الخضر" قبل نهاية العام الجاري، إذ يقوم البوسني بمتابعة مباريات الدوري الجزائري في ظل تواجده في الجزائر، بن طيبة
بينما يقوم معاونوه بمعاينة اللاعبين المحترفين في مختلف البطولات الأجنبية من أجل إيجاد العصافير النادرة التي يبحث عنها خليفة بن شيخة لتشكيل منتخب تنافسي يشرف الجزائر في المحافل الدولية القادمة. وقد وضع حليلوزيتش قائمة للاعبين ينشطون في مختلف البطولات الأجنبية لمعاينة أكبر عدد منهم وأغلبهم لا يتجاوز سنهم 24 سنة، وذلك بغرض التحضير لمونديال 2014 الذي سيتم إجراؤه في البرازيل، بعدما استقر رأيه على ضرورة تجديد التعداد الحالي الذي أبان عن محدوديته في المباراة الأخيرة أمام تانزانيا.
طلبت معلومات من مونتانيي بشأنه
وقد دخل مدافع ريال سوسييداد كادامورو ياسين بن طيبة (والدته جزائرية) في مفكرة المدرب حليلوزيتش منذ أيام. كما يكون أعضاء من الطاقم الفني قد اتصلوا بمدربه "فليب مونتانيي" لطلب معلومات فنية دقيقة عن هذا المدافع الذي يمضي لأول موسم له بصفة لاعب محترف في سوسييداد. وقدّم المدرب الفرنسي رأيه لعضو الطاقم الفني لـ "الخضر" الذي بدوره نقل كل ما جمعه من معلومات عن هذه المدافع الشاب.
تمت معاينته في مباراة "البارصا"
وقد استغل أعضاء الطاقم الفني مواجهة ريال سوسييداد أمام برشلونة سهرة السبت الفارط لمعاينة هذا المدافع الذي تم إقحامه بديلا في العشرين دقيقة الأخيرة. فقد اعتمد عليه المدرب "مونتانيي" في تضييق الخناق على مهاجمي "البارصا" في الرواق الأيمن بهدف الحفاظ على مكسب تقاسم النقاط أمام أفضل ناد في العالم وأمام نجوم "البارصا". وقد كشفت مصادر مقربة من الطاقم الفني أن "حليلوزيتش" لا يريد الحكم على اللاعب في هذه المواجهة التي لعبها بديلا بعد عودته من الإصابة، وستتم معاينته في المواجهات القادمة بعدما دخل محل اهتمام الطاقم الفني الوطني خاصة أن مباريات الدوري الإسباني تعد أفضل اختبار لهذا المدافع المتألق.
الاتحادية طلبت رقم هاتفه أمس..
ورغم أن الاتحادية الجزائرية والطاقم الفني اتصلا بإدارة "سوسييداد" وبمدربه الفرنسي "مونتانيي"، إلا أنه تعذر عليهما الاتصال مباشرة باللاعب بن طيبة إلى غاية صبيحة أمس. وكانت نية رئيس الاتحادية محمد روراوة في الإتصال ببن طيبة هي الحديث معه ومعرفة موقفه من اللعب للجزائر، خاصة وأنه بدأ يخطف الأضواء في فريقه "سوسييداد" منذ انطلاق تحضيرات فريقه قبل انطلاق الموسم، وهو الذي تألق في معظم المواجهات الودية التي لعبها فريقه قبل انطلاق الدوري الإسباني.
اللاعب متحمس لحمل ألوان الجزائر
ولن يجد الرئيس روراوة صعوبة في إقناع المدافع بن طيبة في اختيار اللعب لفائدة الجزائر، رغم أنه يحمل بالإضافة إلى الجنسية الجزائرية الجنسيتين الإيطالية (والده إيطالي) والفرنسية بحكم أنه مولود في هذا البلد. ولكن اللاعب نفسه كشف في حواره مع مبعوث "الهدّاف" في إسبانيا أنه يريد اللعب لبلد والدته لأنه تربى وسط أجواء جزائرية مع والدته التي حمسته لحمل القميص الجزائري.
محوري ولكنه مفيد في الجهة اليمنى
ورغم أن بن طيبة هو في الأصل مدافع محوري، وتكوّن في هذا المنصب منذ صغره (تكوّن في نادي سوشو)، إلا أنه متعدد المناصب وينشط في الرواق الأيمن، كما كان الحال في مباراة "البارصا" عندما تمكن من تضييق الخناق على مهاجمي برشلونة وخاصة النجم ميسي الذي تسبب في حصول الجزائري على إنذار في نهاية المباراة. وقد أبان بن طيبة عن مؤهلات ترشحه ليكون أحد المدافعين القادرين على تقديم الإضافة للمنتخب الجزائري، خاصة في منصب مدافع أيمن وهو المنصب الذي يبقى نقطة ضعف "الخضر" في السنوات الأخيرة.
"الهدّاف" كانت أول من اكتشفه
وقد دخل مدافع "سوسييداد" اهتمامات المدرب الوطني والاتحادية بعدما اكتشفه مبعوث "الهدّاف" في إسبانيا وحاوره وقدّمه للقراء كاشفا جذوره الجزائرية ورغبته في اللعب لفائدة بلد والدته ابنة بوسماعيل. هذه المعطيات هي التي أدخلت بن طيبة ضمن حسابات الطاقم الفني وأصبح محل اهتمام الاتحادية الجزائرية التي اكتشفته عن طريق "الهدّاف"، كما كان الحال مع لحسن الذي منح موافقته للعب في الجزائر حصريا لمبعوث "الهدّاف" و"لوبيتور" في إسبانيا.
---------------
الياسين كادومور بن طيبة :
"إختياري اللعب للجزائر لا رجعة عنه"
"أنا فخور بمتابعة الجزائريين لي"
"عندما أكون على أرضية الميدان لا أقوم بحسابات سواء كان ميسي أو لاعب عادي أمامي"
"لما أحمل قميص الخضر لن يقولوا مجدّدا لاعب فرنسي أو إيطالي ولكن فقط جزائري"
يتحدّث الياسين بن طيبة كادومور لاعب "ريال سوسيداد" الإسباني في هذا الحوار عن الصدى الكبير الذي تركه حواره الأخير عبر "الهدّاف" و"لوبيتور" وعن افتخاره باختياره "الخضر" وامتلاك قلوب الجزائريين الذين تابعوه أمام العملاق برشلونة السبت الماضي. كما يتحدث عن مواجهته للظاهرة ميسي وجها لوجه...
إذن الياسين، كيف كانت الأصداء في محيطك بعد الحوار الذي أجريته معنا؟
كانت الأصداء إيجابية، كل عائلتي اتصلت بي من أجل تهنئتي على قراري باللعب للمنتخب الجزائري، أهلي في الجزائر (بوسماعيل) اتصلوا بجدتي وأكدوا لها بأنهم فخورون بما يحدث. صراحة لم أكن أتصور أن تصل الأصداء إلى هذا الحد، هنا يظهر تعلق الجزائريين بكرة القدم، شخصيا أنا فخور جدا وسعيد بكل ما حدث بعد حوارنا الأخير.
هل اتصل بك الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش؟
كلا، لحد الآن لا أحد اتصل بي.
ولا حتى رئيس الإتحادية الجزائرية؟
لا، لكن حسب بعض المقربين مني فقد تحصل على رقم هاتفي، لهذا أنتظر اتصاله بفارغ الصبر (يضحك).
من نبرة حديثك تبدو واثقا جدا، لأنه من النادر جدا أن نرى لاعبا شابا يتجه على طريقتك إلى المنتخب الجزائري...
سيكون شرفا لي اللعب للمنتخب الجزائري، لست هنا لأفرض نفسي على المنتخب لأن المدرب هو من يستدعي اللاعبين، لكنني أريد فرض نفسي في سوسييداد حتى أستحق هذا الشرف. أتمنى المواصلة على هذه الإنطلاقة والبروز أكثر في البطولة لأنني أريد المجيء إلى المنتخب بقوة.
هل اتصل بك مدربك فيليب مونتانيي وتحدث معك بشأن اختيارك الجزائر؟
لا، المدرب ينصحني كثيرا في التدريبات وأستمع إليه بانتباه، هناك احترام كبير بيننا وأعلم بأنني سأتطور معه، أما بشأن اختياري اللعب للجزائر فأنا سيد نفسي والقرار الأخير يعود إلي. المدرب لم يكلمني يوما في هذا الأمر وقال إنه يعرف جريدتكم منذ كان في فالونسيان، لكن هذا القرار يعود إليّ مائة في المائة.
كيف كان شعورك وأنت تلعب أول مباراتك أمام "البارصا"؟ هل لك أن تطلعنا كيف تم التحضير لهذا الموعد قبل المباراة؟
كنا منفعلين قبل المباراة لأننا سنواجه البارصا، لكن أؤكد لكم بأنني حضرت ذهنيا مثلما أحضر لبقية المباريات الأخرى، ولم أقم بشيء خاص. كان أسبوعا حضرنا فيه بطريقة عادية بالرغم من أن المنافس اسمه برشلونة ولا أخفي عنكم أنني سعدت عندما سمعت باسمي ضمن القائمة المستدعاة للقاء.
وقبل أن تدخل المباراة؟
صحيح أننا كنا على كرسي الإحتياط ولكننا بقينا مركزين وكنا نأمل أن تسير المباراة في اتجاهنا. كنا متحمسين أيضا من أجل المشاركة.
وعندما طلب منك فيليب مونتانيي الدخول؟
هنا لا تطرح أدنى سؤال، ستذهب إلى الحرب في مثل هذا النوع من المباريات، خاصة أنها أمام أنصارنا وفي ملعبنا ولا مجال للحسابات. كانت لدينا فكرة واحدة وهي أن نرمي بكل ثقلنا من أجل مساعدة الفريق على الفوز.
صراحة الياسين، ألم تشعروا بالخوف وأنتم ستواجهون "البارصا" بنجومها مثل ميسي، تشافي، إنييستا، بيدرو؟
لم أفكر في هذا الأمر، أكيد أننا كنا تحت الضغط، لكنه ضغط إيجابي وليس هذا ما كان سيمنعني من اللعب بطريقتي. لم أشك في إمكاناتي ولعبت بطريقة عادية أنا وزملائي إذ نسعى إلى إظهار أننا نستحق ثقة المدرب ونؤكد أحقيتنا بالتواجد على أرضية الميدان.
ماهي النصائح التي قدمها لك المدرب قبل دخولكم؟
طلب مني مساعدة دانيال استرادا في الرواق الأيمن، بالتقدم إلى الأمام وأيضا محاولة نقل الخطر قدر الإمكان إلى الأمام. لعبت في منصب لم أتعود عليه وحتى أكون صريحا، لم ألعب يوما في وسط ميدان أيمن، لكن في مثل هذه المباريات لا نطرح كثيرا من الأسئلة، إذ ندخل وفي ذهننا أن نلعب بأقصى ما لدينا رفقة الزملاء.
كيف كان شعوركم في نهاية المباراة؟
(يضحك) كنت سعيدا بهذه الإنطلاقة أمام برشلونة، أعتقد أنه أحسن يوم في حياتي الكروية إلى غاية اليوم، خاصة أنه كان بإمكاننا الفوز في الدقائق الأخيرة. أنا سعيد بمساعدة فريقي على انتزاع هذا التعادل، خاصة أننا كنا منهزمين أمام فريق كبير مثل "البارصا" الذي ليس من السهل أن تعود في النتيجة أمامه لكننا تمكنا من تحقيق ذلك بفضل إرادة اللاعبين.
في هذا الصدد، هل تأقلمت مع الباسك....
صحيح أن الباسك لديهم تفكير مزاجي، لكن أعتقد أنني أمتلك طريقة التفكير الحاد نفسها، فنحن لا نعود إلى الوراء مهما كان الأمر (يضحك).
ليس سهلا أن يلعب ميسي في ناحيتك، أليس كذلك؟
صراحة، لا، إنه مذهل لأنه في نهاية المطاف ميسي. لكني أؤكد لكم أنني أنسى من يقف أمامي عندما أكون على أرضية الميدان، سواء تعلق الأمر بلاعب اسمه ميسي أو لاعب آخر، إذ لا أضع أي حسابات للاعب وأعمل على أن لا ينال مني منافسي.
أمسكت بقميصه وتلقيت بسبب ذلك البطاقة الصفراء...
لم أكن لأتركه ينطلق في تلك اللقطة، فلو حدث ذلك لكان قد وضع الدفاع في خطر حقيقي. لكن في حقيقة الأمر سواء ميسي أو لاعب آخر كنت سأتصرف معه بالطريقة نفسها، فالهدف كان أن لا يتجاوزني ولهذا ضحيت في سبيل الفريق وهذا أمر عادي.
ولكنه سرعان ما نال بطاقة صفراء هو الآخر
نعم، لأنه تحايل على الحكم عندما سقط داخل منطقة الجزاء وأراد أن يوهمه بأنني عرقلته، ولو أنني أيضا لمسته والحكم شاهد اللقطة جيدا وقام بإنذاره هو الأخر.
تعادت إذن مع ميسي على الطول الخط خلال المباراة...
(يضحك)، يمكن قول شيء من هذا القبيل. لقد سجلوا هدفين وسجلنا نحن هدفين أيضا، تلقيت بطاقة صفراء وتلقى ميسي بطاقة صفراء بدوره، لكنه لم يكن سهلا أن تكون ندا لبرشلونة لأنها فريق مرعب للغاية ويجب أن تتحلى باليقظة طيلة المباراة من البداية إلى النهاية لأنها تملك لاعبين ينطلقون بسرعة وبطريقة رائعة وذكية، والخطر قائم معهم.
تبادلت قميصك مع دانيال ألفيش، هل كان اختيارا من عندك؟
تابعته جيدا عندما كنت على كرسي الإحتياط وراقبت كيف يتحرك ويعود إلى مكانه، إنه متعة حقيقية. بالنسبة لي دانيال ألفيش هو أحسن لاعب في العالم في منصبه، إنه لا يمل، لاعب متكامل ووقفت معجبا به وأنا أمامه.
ماذا قال لك مدربك وزملاؤك بعد نهاية المباراة؟
هنئني الجميع في نهاية المباراة بعد العمل الذي قمت، كنت سعيدا بطريقة احتفالهم الرائعة وهذا يشجعني من أجل المواصلة في هذا المنوال.
الكثير من الجزائريين تابعوا المباراة واكتشفوك أخيرا ...
صحيح، علمت هذا من خلال عائلتي. أشعر بالإفتخار لأنني منحت السعادة لأبناء بلدي وأتمنى أن أكون في المستوى في المباريات المقبلة. كانت الأمور ساخنة، لكن كان علي أن أرمي بكل ثقلي في هذه المباراة لكي لا أندم.
الكثير من الجزائريين تابعوا المباراة على القنوات الفرنسية ولم يعجبهم تلقيبك من طرف المعلق بـ "الفرنسي الصغير"؟
صحيح أنني ولدت في فرنسا وأملك ثلاث ثقافات لكن يمكنني أن أؤكد لكم أنه يوم أحمل قميص المنتخب الجزائري سيتحدثون عن الياسين الجزائري (يضحك).
لكن هناك مخاوف من تغيير رأيك، خاصة أنك حجزت مكانك في ريال سوسييداد؟
يمكنني أن أؤكد لكم أن قرار اختياري اللعب للجزائر جاء بعد تفكير عميق ولا رجعة عنه، قررت اللعب للجزائر ولا يوجد شيء أو شخص سيجعلني أغير رأيي. سأكون فخورا للغاية عندما أحمل يوما ما القميص الجزائري فليس بعدما منحت الفخر إلى أمي وأخوالي وجدتي وكل عائلتي في الجزائر وخارجها أغير موقفي... هذا جنون وحتى يكون الأمر واضحا أؤكد أن الجزائر هي خياري ولكن في البداية يجب أن يمنحني المدرب الوطني ثقته.
ما هو منصبك المفضل؟
لا يوجد لدي فرق بين المناصب، مع ريال سوسييداد لعبت وسط ميدان أيمن رغم أنه لم يسبق لي أبدا أن لعبت في هذا المنصب، أنا في خدمة المدرب ويمكنني اللعب في محور الدفاع مثلما هو الحال على الرواقين لأنني أشعر بارتياح باللعب في الرواق الأيمن أو الأيسر بما أنه يمكنني مساعدة الفريق.
كلمة للجمهور الجزائري الذي يشجعك في كل مكان؟
أتقدم إليه بكل الشكر من أعماق قلبي، فمنذ أن خاطبته عبر جريدتكم وأنا أتلقى الكثير من رسائل التشجيع. صراحة أنا في قمة الإفتخار والجمهور هو من دفعني إلى اختيار الجزائر.